في الوقت الذي تتواصل به الجهود من قبل الأجهزة الأمنية السعودية، لتأمين عودة الطفلة ابتهال المطيري إلى ذويها، وهي التي اختفت وسط ظروف غامضة في الخامس من أبريل (نيسان) العام الجاري، رصد عدد من المحسنين وأهالي الخير، كما وصفهم عبد الله المطيري وهو عم الطفلة المفقودة، مبلغ مليون و600 ألف ريال سعودي، إضافة لـ 3 قطع أراض، كـ «مكافأة» لمن يجد طفلة الـ 3 سنوات.
ووفقا للرواية المتعارف عليها، أن الطفلة ابتهال خرجت منزلها الكائن في محافظة المجمعة (200 كيلو متر شمالي الرياض)، في يوم اختفائها، متوجهة إلى منزل جدتها لأبيها، وذلك بصحبة إخوتها لأبيها أيضا، غير أنهم حين خرجوا لمرافقتها تفاجأوا باختفائها وسط ظروف غامضة، وهي التي لم تكن داخل منزلهم الأصلي، ولم تكن أيضا في منزل جدتها.
ومنذ ذلك الحين، وعائلة الطفلة المفقودة، تعيش داخل دائرة من الحزن والأسى على اختفاء طفلتهم الصغيرة، وهي التي قال عنها أحد أعمامها، أنها كانت تملأ البيت عليهم.
وأبلغ عبد الله مرزوق المطيري (عم الطفلة)، «الشرق الأوسط»، أن آخر مكان، قال أحد المواطنين أن الطفلة شوهدت فيه، كان مدينة جدة غرب السعودية، قبل يومين.
واستحوذت قضية الطفلة المفقودة ابتهال المطيري، على اهتمام حكومي وشعبي كبير، حيث أصدرت امارة منطقة الرياض، بيانا صحافيا في وقت سابق، أكدت فيه على اهتمامها بقضية الطفلة المفقودة، موضحة أن الأجهزة الأمنية تبذل قصارى جهدها لتأمين عودتها إلى أهلها وذويها.
وناشدت امارة منطقة الرياض، المواطنين والمقيمين، التعاون مع الأجهزة الأمنية، في الإبلاغ عن أي معلومات قد تقود للعثور على ابتهال، فيما رصدت مكافأة مالية لمن يعثر عليها. في حين تمثل الاهتمام الشعبي بهذه القضية، بتصميم ملصق، عنون بـ «ابتهال ما زالت مفقودة»، يحتوي على معلومات تفصيلية عن الطفلة المفقودة، والمكان الذي اختفت به، وطولها مقارنة بطول الإنسان البالغ، حيث عمد كافة المواطنين والمقيمين في كافة أنحاء البلاد بلصق تلك الملصقات على المحال التجارية التي ترتاد بكثرة، فضلا عن أبواب المساجد ومكائن الصرف الآلي، في جهود يسعى من خلالها إلى إدخال الجميع في دائرة البحث عن ابتهال.
وقال عم الطفلة المطيري، إن أكثر ما يقلق عائلته، هو كثرة الشائعات حول مصير الطفلة، وعلى الرغم من أنه بارك كافة الجهود المبذولة من قبل الشارع السعودي للعثور على ابنة شقيقه المفقودة، غير أنه اشتكى من كثرة الشائعات التي تبث عبر منتديات الإنترنت حول مصيرها، الذي اعتبره لا يزال «مجهولا».
ويصف المطيري، الحالة النفسية التي تعيشها والدة الطفلة المفقودة، إذ قال ان والدتها، تعيش وسط حالة نفسية سيئة للغاية، جراء اختفاء ابنتها الصغيرة، في حين لم يخف الأمل الذي تعلقه والدتها بالله، في أن تعود إليها ابنتها في يوم من الأيام.
وصب عم الطفلة المفقودة، جام غضبه، على منتديات الإنترنت التي يروج أعضاؤها لشائعات ما أنزل الله بها من سلطان، ففي الوقت الذي قال أحد المواقع الإلكترونية، أن الأجهزة الأمنية ألقت القبض على خاطف ابتهال، وأودعته في أحد سجون العاصمة، ذكر موقع آخر، أن ابتهال شوهدت في الكويت، في الحين الذي أكد فيه عمها، أنها لا تزال مفقودة، وأن من ألقت شرطة الرياض القبض عليهم، أثبتت التحقيقات أن لا علاقة لهم باختفاء الطفلة.
وكانت شرطة منطقة الرياض، قد ألقت القبض على عدد من المشتبه بهم في فقدان الطفلة ابتهال المطيري بعد ورود عدد من البلاغات من المواطنين والمقيمين لمراكز الشرط بمنطقة الرياض، والتي كانت تتحدث عن اشتباههم في أشخاص في مواقع مختلفة يحتمل أن يكون لهم علاقة في اختفاء الطفلة ابتهال، حيث كانت في غالبيتها تتجه حول بعض المتسولين الذين يتسولون بأطفال على شبه كبير من الطفلة المفقودة.
وحركت قضية الطفلة المفقودة، مشاعر عدد من الشعراء الشعبيين في السعودية، كان أحدهم شاعر يحمل لقب «شرواك»، إذ قال في قصيدة له: طلبتك يا إلهي في صلاتي.. تحقق يا إلهي أمنياتي.. ترجع ابتهال لبيت أهلها.. وترحم عين أم ما تباتي.. صغيرة سن ما تاعي وتدري.. صغيرة ما تغطت بالعباتي.. تخليها أمها تقول ماما.. يا ماما أنت أغلى الأمهاتي.
وفيما أوضح عم الطفلة المفقودة، أن هاتف الجوال، لم يهدأ من الاتصالات التي تتحدث عن رؤية الطفلة، في عدد مناطق البلاد، وتحديدا في جدة قبل يومين، ومن قبلها الطائف والرياض، غير أنه أكد حقيقة أن ابتهال ما زالت مفقودة