((حكاية الطحان مع زوجته وجاره))
حكى أن رجلا كان عنده طاحون وله حمار يطحن عليه,وكان له زوجة سوء وهو يحبها وهى تكرهه,
وكانت تحب جارا لها وهو يبغضها,فرأى زوجها فى النوم قائلا يقول له:احفر فى الموضع الفلاني
من مدار الحمار بالطاحون تجد كنزا....فلما انتبه من منامه حدث زوجته برؤياه وأمرها بكتمان السر,
فأخبرت بذلك جارها لأجل أن تتقرب إليه,,فعاهدها أن يأتيها ليلا,,فأتاها ليلا وحفر فى مدار الطاحون
فوجدا الكنز فاستخرجاه,فقال لها الجار:كيف نصنع بهذا؟فقالت:نقسمه نصفين بالسوية وتفارق أنت
زوجتك وأن احتال فى فراق زوجي ثم تتزوج بى,,,فإذا جمعنا المال كله على بعض فيصير بأيدينا
فقال لها جارها:أنا أخاف أن يطغيك الشيطان فتأخذى غيرى فإن الذهب في المنزل كالشمس
فى الدنيا,,والراى السديد أن يكون المال كله عندى لتحرصى انت على الخلاص منزوجك والإتيان
إلى,,فقالت له:إنى أيضاأخاف مثل ماتخاف انت ولاأسلم إليك نصيبى من هذا المال فإنى التى قد
دللتك عليه..
فلما سمع هذا الكلام دعاه البغى إلى قتلها فقتلها وألقاه فى موضع الكنز,,ثم أدركه النهار فعوقه
عن مدارتها فحمل المال وخرج,,فاستيقظ الطحان من النوم فلم يجد زوجته,,فدخل الطاحون وعلق
حماره فى الطاحون وصاح عليه فمشى ووقف,,فضربه الطحان ضربا شديدا,وكلما ضربه يتأخر لأنه
قد جفل من المرأة الميتة وصار لايمكنه التقدم,,كل ذلك والطحان لايدرى ماسبب توقف الحمار,فأخذ
سكينا ونخسه نخسا كثيرا فلم ينتقل من موضعه,,فغضب منه وطعنه بها فى خاصرتيه فسقط الحمار
ميتا,,فلما طلع النهار رأىالطحان الحمار ,ميتا وزوجته ميته ووجدها فى موضع الكنز,فاشتد غيضه
على ذهاب الكنز وهلاك زوجته واالحمار,فهذا كله من إظهار سره لزوجته وعدم كتمانه له,,