قال تعالى
{ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ }
﴿البقرة: ٢٨٦﴾
وقوله سبحانه :
{ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَـٰكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّـهُ غَفُورًا رَّحِيمًا }
﴿الأحزاب: ٥﴾
عن أبو هريرة رضي الله عنه:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
[ إن الله تعالى تجاوز عن أمتي ، كل شيء حدثت به أنفسها ، ما لم تكلم به ، أو تعمل ]
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم: 3433خلاصة حكم المحدث: صحيح
إذا أفعال العباد لا تخلو من حالين :
أن تكون صادرة عن قصد
وهذا هو الفعل العمد الذي يحاسب عليه صاحبه
أو ألا يكون عمله مبنيا على القصد وهذا يشمل الإكراه والنسيان والخطأ .
فأما الخطأ ، فهو أن يريد الإنسان فعل شيء
فيأتي فعله على غير مراده.
على أن رفع الإثم والحرج عن المخطيء لا يعني بالضرورة عدم ترتب أحكام خطئه عليه ، خصوصا فيما يتعلق بحقوق العباد ؛ لذلك يطالب المسلم بالدية والكفارة إذا قتل مسلما خطأ كما بين الله تعالى ذلك في قوله :
{ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَىٰ أَهْلِهِ إِلَّا أَن يَصَّدَّقُوا فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوٍّ لَّكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَىٰ أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِّنَ اللَّـهِ وَكَانَ اللَّـهُ عَلِيمًا حَكِيمًا }
﴿النساء: ٩٢﴾
وأما النسيان : فقد بينت الشريعة أنه معفو عنه ويشهد لذلك قوله تعالى :
{ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا }
﴿البقرة: ٢٨٦﴾
ومع ذلك فإن الأحكام الأخرى تترتب عليه
فمن نسي الصلاة فيجب عليه أن يقضيها متى ما ذكرها .
والإكراه ، فقد يُكره العبد على فعل شيء لا يريده وحينئذٍ لا يقع عليه الإثم أو الحرج .
وقد أنزل الله تعالى قوله :
{ مَن كَفَرَ بِاللَّـهِ مِن بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ }
﴿النحل: ١٠٦﴾
لما أجبر المشركون عمار بن ياسر رضي الله عنه على قول كلمة الكفر ، فكانت هذه الآية دليلا على نفي الحرج عن كل من كانت حاله كذلك .